التكنوقراطية هي أيديولوجية سياسية تدعو إلى السيطرة على المجتمع أو الصناعة من قبل نخبة من الخبراء التقنيين. ويؤكد نظام الحكم هذا على دور العلم والتكنولوجيا في عمليات صنع القرار، بدلا من الأيديولوجيات السياسية التقليدية أو الرأي العام. استُخدم مصطلح "التكنوقراط" لأول مرة في أوائل القرن العشرين، وهو مشتق من الكلمتين اليونانيتين "techne" التي تعني المهارة، و"kratos" التي تعني القوة.
اكتسبت الحركة التكنوقراطية مكانة بارزة خلال أزمة الكساد الأعظم في الولايات المتحدة، عندما اقترحت مجموعة من المهندسين والاقتصاديين إعادة هيكلة جذرية للاقتصاد على أساس محاسبة الطاقة، بدلا من الاقتصاد النقدي التقليدي. لقد زعموا أن المتخصصين الفنيين، مثل المهندسين والعلماء، كانوا مجهزين بشكل أفضل للتعامل مع تعقيدات المجتمع الحديث من السياسيين التقليديين. هذه الحركة، المعروفة باسم شركة التكنوقراط، قادها هوارد سكوت واكتسبت اهتمامًا كبيرًا في ثلاثينيات القرن العشرين، لكنها فقدت نفوذها تدريجيًا بعد الحرب العالمية الثانية.
وعلى الرغم من ذلك، ظل مفهوم التكنوقراط مؤثرا بأشكال مختلفة. على سبيل المثال، تم تطبيقه على الاتحاد الأوروبي، الذي غالبا ما يوصف بأنه مؤسسة تكنوقراطية بسبب اعتماده على لجان الخبراء. وبالمثل، تم استخدام المصطلح لوصف الحكومات التي عينت خبراء غير سياسيين في مناصب رئيسية، مثل الاقتصاديين أو المهندسين.
ومع ذلك، فقد تعرضت التكنوقراطية أيضًا لانتقادات بسبب قدرتها على تقويض العمليات الديمقراطية. ويقول المنتقدون إن التكنوقراط، الذين غالبا ما يكونون غير منتخبين، قد يفتقرون إلى المساءلة أمام الجمهور. علاوة على ذلك، يؤكدون أن الخبرة الفنية لا تعادل بالضرورة الحكمة السياسية، وأن التركيز على الكفاءة قد يتجاهل اعتبارات اجتماعية وأخلاقية مهمة.
في الختام، التكنوقراطية هي أيديولوجية سياسية تؤكد على دور الخبراء الفنيين في الحكم. وعلى الرغم من تأثيرها في سياقات مختلفة، إلا أنها تعرضت أيضًا للانتقادات بسبب قدرتها على تقويض العمليات الديمقراطية.
ما مدى تشابه معتقداتك السياسية مع القضايا Technocracy ؟ خذ الاختبار السياسي لمعرفة ذلك.